أكثر الوظائف إرهاقاً للأعصاب حول العالم لعام 2016
الوظائف والاعمال التي تسبب التوتر لصاحبها.. ما الذي يجعلها متعبة ومرهقة للأعصاب، وهل أنت في العمل المناسب؟
وجد موقع البحث عن وظيفة (Career Cast) أن أكثر الوظائف المجهدة تشترك بخاصتين رئيسيتين هما: إما أن التوتر يشكل جزءاً من روتين العمل، أو طبيعة العمل تفرض التعرض لحالات طارئة مفاجئة وغير متوقعة مما ينتج عنها ضغط كبير على الأعصاب. أما العوامل التي صنف الموقع على أساسها أكثر الوظائف المجهدة فهي: الاضطرار للتنقل والسفر، المواعيد النهائية (Dead Lines) لإنجاز المهام المطلوب، تقييم الجمهور لعملك، وجود المنافسة، المردود المادي، الظروف البيئية، المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها، دور المصادفات والأحداث غير المتوقعة، الحياة الشخصية للموظف، التعرض للخطر، التفاعل مع العملاء أو الجمهور؛ واحتمال نمو الوظيفة.
غدى شد الأعصاب والتوتر الناتج عن ضغط العمل جزءاً كبيراً من حياتنا العملية اليومية، إذ ينتج أغلبها عن نوع العمل الذي نقوم به. فهل أنت من الأشخاص الذين يقومون بمهامهم الوظيفية مع الكثير من الضغط؟! .. بحيث تكون أعصابك دائماً مشدودة؟! .. إذا تابع معي قراءة السطور التالية.
تتسبب بعض الوظائف أكثر من غيرها؛ بالكثير من ضغط الأعصاب والإرهاق، لأسباب واضحة منها: احتمال الأذى الجسدي الناتج عن ممارسة عملك. إلا أن الوظيفة الخطيرة أو الصعبة لا تعني بالضرورة أن تكون مرهقة، فهنالك أنواع من المهن التي يمكنك ممارستها وأنت في أفضل حلة لك وراء مكتب جميل، ومع ذلك تبقى عرضة للإرهاق النفسي والتوتر، فما هي تلك الوظائف وكيف يمكنك معرفة إذا كان عملك واحداً منها؟ يمكنك قراءة التصنيف الذي سنزودك به في هذا المقال للتعرف على أكثر الوظائف المسببة للتوتر والإجهاد، حسب التقرير السنوي الذي يصدره موقع (Career Cast) بناءاً على تقييمه لطبيعة مئتي مهنة حول العالم.
تحقق من هذه النسخة لأحدث عشرة تصنيفات للأعمال الأكثر إرهاقاً للأعصاب لمعرفة ما إذا كانت وظيفتك الحالية - أو المهنة التي تتطلع للحصول عليها واحدة من القائمة، التي تنطلق تنازلياً من الأقل إلى الأكثر توتيراً وإجهاداً، والبداية مع:
المرتبة العاشرة: سائق التاكسي
هذه المهنة تتطلب القيادة طوال النهار ليس للمتعة وإنما سعياً وراء الرزق، حيث يتجول سائق سيارة الأجرة في شوارع المدينة التي حفظها عن ظهر قلب من الصباح الباكر حتى المساء؛ باحثاً عن زبائن لينقلهم إلى أي مكان يرغبون فيه، فمهما بعدت المسافة أو اضطر للدخول في حارات ضيقة أو مهما اضطر للوقوف خلال زحمة المرور الخانقة؛ كل ذلك من أجل القليل من المال الذي يتناسب مع التوصيلة، لكنه بالطبع لا يوازي الجهد الذي يبذله السائق.
كما أن هذه الوظيفة ليست مناسبة للجميع، إذ لا يمكن لأي شخص النجاح فيها، حيث تتطلب من السائق أن يكون صبوراً، يتمتع بمهارة الإصغاء والتحدث؛ كأنه طبيب نفسي بدون شهادة سوى خبرة الحياة التي تعينه على التعامل مع مختلف أنواع الناس بمشاكلهم، فقد يضطر للتعامل مع نماذج كثيرة منهم: سريعي الغضب أو مدمني الكحول والمحبطين .. وغيرهم،
في الجانب الإيجابي وجد التقرير أن الجميع يمكنه اللجوء لهذه المهنة من الناحية الفنية؛ لا يتطلب العمل كسائق شروطاً وكفاءات مهنية معقدة، أو إجادة لغة لكن فقط إجازة سوق عمومية، كذلك بعض التدريب لفترة وجيزة فقط.
المرتبة التاسعة: سائق التاكسي
يبدو أن من قال عبارة "الصحافة مهنة البحث عن المتاعب" قد خبر عمله جيداً، فلا يغرنك البريق المترافق مع مهنة المراسل الصحفي لإحدى الوسائل المرئية أو المقروءة؛ فإذا كنت صاحب موهبة ومؤهلات مناسبة ومستعد للعمل في الإعلام من أجل إعلاء كلمة الحقيقة (لا شيء آخر أي لا مال ولا مناصب).. فعليك في هذه الحالة فقط البحث عن هذه الوظيفة، حيث شكل انتشار الانترنت ومفهوم (صحافة المواطن) الذي يسمح لكل شخص يحمل كاميرا أو هاتفاً خليوياً بأن يصبح مراسلاً بدوره؛ ينشر عبر المنصات الاجتماعية المختلفة مثل: يوتيوب وفيس بوك وغيرها.
إلا أن تراجع عائدات الإعلانات مع ارتفاع حدة المنافسة بين مصادر الأخبار على الإنترنت؛ إلى جانب تخفيض العديد من الوسائل الإعلامية عدد موظفيها توفيراً للمال، كان الدافع وراء زيادة ثقل الضغوط الملقاة على عاتق الصحفيين، دون أن ننسى المواعيد النهائية لتسليم المواد، إضافة إلى الكثير من المقابلات مع غرباء مع احتمال التعرض للخطر في التغطية الميدانية؛ حتى لو لم تكن ساحة حرب أو قتال، إذ يكفي وجود حالة شغب مثلاً أثناء محاولة نقل رسالة لوسيلتك أمام الجمهور؛ خاصة مع وجود منافسة كبيرة بين ممارسي الصحافة؛ الذين يبحثون عن الحقيقة والقصة التي تستحق أن تقال أو تكتب؛ دون الاهتمام بالمكافأة المالية أو الجهد الذي سيبذلونه لتحقيق ذلك. كل ذلك يجعل مهنة المراسل الصحفي واحدة من أكثر المهن إرهاقاً واستنزافاً للأعصاب وأنبلها أيضاً.
المرتبة الثامنة: مذيع الأخبار
مازلنا في عالم الصحافة لكن هذه المرة من بوابة الوسائل المرئية وبالضبط من غرفة الأخبار، حيث يعد مقدم النشرة نفسه ليطلعكم على آخر الأخبار حول العالم على الهواء مباشرة، متأهباً لأي طارئ ممكن الحصول سواء اكتشاف خلل في المعدات في الثواني التي تسبق الظهور على الهواء، أو إمكانية وصول خبر عاجل سيضطر لنقله مباشرة دون أن يظهر أي ردّ فعل تجاهه.
في هذا النوع من الأعمال لا يوجد دقيقة راحة؛ فكل ثانية تمر تعني مزيداً من التفاصيل والأخبار التي تحدث في مكان ما وبانتظار من ينقلها ليفوز في معركة السبق الصحفي بأفضل صورة ممكنة، إذ تتوجه لجمهور ناقد يبحث عن الأخطاء ويدقق في صغائر الأمور، فالآلاف أو الملايين يتابعون هذه الفضائية ليتزودوا بالمعلومات وليقيّموا عملك ربما. حيث أنه لكل المهن مدير واحد؛ إلا المذيع.. فقد يكون كل فرد من الجمهور هو مديره ومحكم لأدائه، هكذا يفكر الشخص الناجح في هذه المهنة مما يزيد ضغوط العمل عليه.
المرتبة السابعة: المدير التنفيذي
من منا لا يريد أن يكون الرئيس في عمله؟! كثيرون بالطبع، لكنك تعلم أن المناصب الكبيرة تأتي مع مسؤوليات وهموم أكبر، فالعمل كمدير تنفيذي أكثر من مجرد إشراف على عمل الآخرين، إذ لا يمكنك هنا تفويض موظفين آخرين بواجباتك، فأنت مسؤول تنفيذي؛ المطلوب منك اتخاذ القرارات التي يمكن أن تنقذ شركة أو تفلسها، ترفع عملك نحو الأعلى أو تنزله إلى الحضيض بسبب إغفال تفصيل صغير.
علاوة على كل ما سبق لا يمكنك الراحة ولو للحظة؛ فكثيرون يتمنون الحصول على منصبك مستعدون لبذل النفيس والغالي للحصول على الكرسي الذي تجلس عليه، الذي لا يمكنك الحفاظ عليه إلا بتقديم أفضل ما لديك في كل مرة، فأنت تظن أنك وصلت للقمة لكن تذكر؛ أن الوصول للقمة أسهل بكثير من الحفاظ عليها أطول فترة ممكنة، مع إثباتك للجميع في كل لحظة أنك تستحق ما وصلت إليه، لكن الناحية الإيجابية لهذا العمل هي مردوده الجيد جداً الذي يوفر لك أسلوب حياة تتمناه.
المرتبة السادسة: موظف العلاقات العامة
أول ما يخطر على البال حول العمل في مجال العلاقات العامة هو أنه وظيفة مكتبية طبيعية، لكن كما يوحي اسمها، فهذه المهنة تنطوي على العمل مع جميع فئات الناس؛ من موظفين بمختلف درجات الهرم الوظيفي إلى عملاء من جميع الطباع الغاضبين منهم والغير راضين إلى الصحفيين المتطفلين. إضافة لعدد ساعات العمل التي يمكن أن تطول وتطول حسب متطلبات المشكلة أو القضية التي تتعامل معها في منصبك كمدير للعلاقات العامة، فغالباً ستكتشف أن كل شيء مرتبط بعملك ولك دور فيه.
كما أن عليك تحضير نفسك لكثير من رحلات السفر المخطط منها والمفاجئ في بعض الحالات، وإلقاء الخطب، كذلك التأكد بنفسك أن كل شيء يجري كما خطط له. لكن من ناحية الأجر فهو غالباً لائق؛ إذ أنها مهنة المستقبل كما يصفها البعض فالاهتمام بإحداث قسم مستقل للعلاقات العامة بدأ بالتزايد، كما أن العديد من الشركات الكبيرة تمكنت من التغلب على مشاكلها غير المتوقعة بفضل قدرة موظفي العلاقات لديها على التعامل مع الأزمات بإيجاد الحلول المناسبة.
المرتبة الخامسة: منسق المناسبات والحفلات والمؤتمرات
هل تفكرين كم هو ممتع التخطيط لحفل زفاف شقيقتك؟ أو تعتقد أنه أمر رائع أن تحضّر للمؤتمر الصحفي لمؤسستك؟ يمكنك إعادة التفكير بقرارك إذا كنت تحب راحة البال، فترتيب الاجتماعات والمؤتمرات والأحداث والحفلات من أي نوع يتطلب مهارات تنظيمية عالية، كذلك دقة متناهية في المواعيد، بالإضافة إلى العناية بأدق التفاصيل، إلى جانب مراعاة الجميع من أم العروس لرجال الأمن والعمال أو المدير أو مسؤول ما، فنوع الأشخاص الذين ستضطر للتعامل معهم لا يعد ولا يحصى، كما يتوقع منك تنفيذ كل ذلك دون تذمر أو انتظار كلمة شكراً في أغلب الأوقات، حيث يُظهرك الجميع بأنك فقط نفذت ما طلبوه منك.
هذا النوع من الأعمال يتطلب غالباً الكثير من السفر، في المقابل ستتطلع على الكثير من الخبرات، كما تتميز هذه المهنة بمردود جيد، إضافة إلى الكثير من العلاقات التي من شأنها مساعدتك في أي شيء تريده مستقبلاً.
المرتبة الرابعة: العمل الشرطي
كل وظيفة تتعلق بالسلامة العامة للإنسان يمكن أن تكون مرهقة، لكن لا شيء يمكن أن يكون أخطر وأكثر إجهاداً من كونك رجل شرطة. فأنت كضابط شرطة معناه أنك مسؤول عن خدمة الشعب ومراقبته وتقييمه؛ يُنتظر منك الأفضل دائماً. فعليك أن تكون مؤهلاً جسدياً وصاحب لباقة، إضافة إلى تمتعك بنعمة اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، والقدرة على تقييم الناس، وضبط مظاهر العنف والإخلال بالقانون دون التسرع باستخدام السلاح؛ كل ذلك وأكثر يجعلك متحفزاً طوال الوقت ومتوتراً أيضاً.
مع ذلك يواصل أفراد الشرطة القيام بواجبهم على أفضل وجه، من خلال مواجهة كل الأمور المجهدة: كحالات الخطر المهددة لحياة الآخرين. كما أنك مُطالب بالتفاعل العادل والحكيم مع الجميع. إلا أن ضباط الشرطة غالباً ما يحصلون على أجور جيدة، فيتمتعون بمزايا خاصة تتناسب مع من يقع على عاتقهم مسؤولية حماية المجتمع ليلاً نهاراً.
المرتبة الثالثة: الطيار
في بداية المقال أشرنا أن الاضطرار للسفر هو واحد من العوامل التي تجعل مهنة مرهقة أكثر من غيرها؛ فما بالك في مهنة تقوم على العيش في الجو، مثل كابتن الطائرة المسؤول عن حياة المئات لإيصالهم آمنين في الوقت المناسب، فلا عجب كون مهنة الطيار واحدة من أكثر الوظائف المجهدة.
بالإضافة إلى أنه مضطر للتعامل مع التأخير في انطلاق الرحلات بسبب تأخر الحصول على الأذن أو غيره من الأسباب، كذلك الاستعداد للتعامل مع مختلف حالات الطقس وتقلبات الجو، والركاب الساخطين، دون أن نغفل خطر الأعمال الإرهابية المتزايدة في الآونة الأخيرة من إسقاط لطائرات مدنية على يد مجموعات إرهابية أو حتى خطف الطائرة نحو وجهة مجهولة.. رغم نمو فرص العمل في شركات الطيران، إلا أن التنافس يجعل التدرج الوظيفي في مهنة كابتن الطائرة صعباً جداً.
المرتبة الثانية: رجل الإطفاء
تشبه هذه المهنة إلى حد كبير عمل ضباط الشرطة، فرجل الإطفاء يواجه حالات تهدد حياته بشكل روتيني كجزء أساسي من وظيفته؛ إذ توفي ثمانون رجل إطفاء أثناء أداء واجباتهم خلال العام الماضي فقط، وفقاً لإدارة الحرائق في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن واجبات رجال الإطفاء تنطوي في كثير من الأحيان على التفاعل مع الجمهور، فيمكن أن تكون المهمات صعبة التنفيذ من الناحية الجسدية. إضافة إلى وجود العديد من رجال الإطفاء الذين يعملون كمتطوعين، أي مجموعة من الشباب المستعدين لإنقاذك مهما كانت المخاطر كبقية زملائهم في محطة الإطفاء، إلا أنه في حال حدوث أي مكروه لهم فإنهم وعائلاتهم لا يحصلون على أي تعويضات. لكن بفضل هؤلاء تحصل هذه المهنة على كثير من الاحترام المجتمعي مقارنة برجال الشرطة. حيث غالباً ما يرتبط عمل رجال الشرطة بفك النزاعات وفرض القوانين باستخدام أسلحة أو عصي، بينما تتدخل فرق الإطفائية في حالات الإنقاذ وسلاحهم الوحيد الماء والبدلة الحمراء.
المرتبة الأولى لحماة البلاد (الجنود في الجيش)
تصدر العاملين في القطاع العسكري القائمة في التقرير الصادر عن الموقع الأمريكي (Career Cast)، كأصحاب أكثر الأعمال إرهاقاً ومسبباً للإجهاد والتوتر حيث يضع الجندي روحه على كفه لحماية شعبه وبلاده، مقارنة بالمردود المادي الضعيف الذي يحصل عليه الجنود في معظم دول الوطن العربي مثلاً، سواء كنت تابعاً لقسم العمليات الخاصة والمشاة أو إلى رجال المدفعية والمركبات.
حيث يواجه العديد من العاملين في المجال العسكري مشاكل نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة، كما يجدون صعوبة في التعبير عنها كون الإفصاح عن الخوف أو التوتر لا يتناسب وطبيعة عملهم القاسي، دون التطرق لاحتمال الإصابة والتسريح من عمله في الجيش بسببها دون أي مجال للمناقشة، فيجد الجندي نفسه مضطراً للتعامل مع إعاقة جسدية ودون عمل؛ كما يزيد من تعقيد حياته كون الفرد العسكري يجد مزيداً من الصعوبة في الحصول على مهنة مدنية تتناسب مع مهاراته العسكرية بمجرد الانتهاء من خدمته في الجيش.
الوظائف والاعمال التي تسبب التوتر لصاحبها.. ما الذي يجعلها متعبة ومرهقة للأعصاب، وهل أنت في العمل المناسب؟
وجد موقع البحث عن وظيفة (Career Cast) أن أكثر الوظائف المجهدة تشترك بخاصتين رئيسيتين هما: إما أن التوتر يشكل جزءاً من روتين العمل، أو طبيعة العمل تفرض التعرض لحالات طارئة مفاجئة وغير متوقعة مما ينتج عنها ضغط كبير على الأعصاب. أما العوامل التي صنف الموقع على أساسها أكثر الوظائف المجهدة فهي: الاضطرار للتنقل والسفر، المواعيد النهائية (Dead Lines) لإنجاز المهام المطلوب، تقييم الجمهور لعملك، وجود المنافسة، المردود المادي، الظروف البيئية، المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها، دور المصادفات والأحداث غير المتوقعة، الحياة الشخصية للموظف، التعرض للخطر، التفاعل مع العملاء أو الجمهور؛ واحتمال نمو الوظيفة.
غدى شد الأعصاب والتوتر الناتج عن ضغط العمل جزءاً كبيراً من حياتنا العملية اليومية، إذ ينتج أغلبها عن نوع العمل الذي نقوم به. فهل أنت من الأشخاص الذين يقومون بمهامهم الوظيفية مع الكثير من الضغط؟! .. بحيث تكون أعصابك دائماً مشدودة؟! .. إذا تابع معي قراءة السطور التالية.
تتسبب بعض الوظائف أكثر من غيرها؛ بالكثير من ضغط الأعصاب والإرهاق، لأسباب واضحة منها: احتمال الأذى الجسدي الناتج عن ممارسة عملك. إلا أن الوظيفة الخطيرة أو الصعبة لا تعني بالضرورة أن تكون مرهقة، فهنالك أنواع من المهن التي يمكنك ممارستها وأنت في أفضل حلة لك وراء مكتب جميل، ومع ذلك تبقى عرضة للإرهاق النفسي والتوتر، فما هي تلك الوظائف وكيف يمكنك معرفة إذا كان عملك واحداً منها؟ يمكنك قراءة التصنيف الذي سنزودك به في هذا المقال للتعرف على أكثر الوظائف المسببة للتوتر والإجهاد، حسب التقرير السنوي الذي يصدره موقع (Career Cast) بناءاً على تقييمه لطبيعة مئتي مهنة حول العالم.
تحقق من هذه النسخة لأحدث عشرة تصنيفات للأعمال الأكثر إرهاقاً للأعصاب لمعرفة ما إذا كانت وظيفتك الحالية - أو المهنة التي تتطلع للحصول عليها واحدة من القائمة، التي تنطلق تنازلياً من الأقل إلى الأكثر توتيراً وإجهاداً، والبداية مع:
المرتبة العاشرة: سائق التاكسي
هذه المهنة تتطلب القيادة طوال النهار ليس للمتعة وإنما سعياً وراء الرزق، حيث يتجول سائق سيارة الأجرة في شوارع المدينة التي حفظها عن ظهر قلب من الصباح الباكر حتى المساء؛ باحثاً عن زبائن لينقلهم إلى أي مكان يرغبون فيه، فمهما بعدت المسافة أو اضطر للدخول في حارات ضيقة أو مهما اضطر للوقوف خلال زحمة المرور الخانقة؛ كل ذلك من أجل القليل من المال الذي يتناسب مع التوصيلة، لكنه بالطبع لا يوازي الجهد الذي يبذله السائق.
كما أن هذه الوظيفة ليست مناسبة للجميع، إذ لا يمكن لأي شخص النجاح فيها، حيث تتطلب من السائق أن يكون صبوراً، يتمتع بمهارة الإصغاء والتحدث؛ كأنه طبيب نفسي بدون شهادة سوى خبرة الحياة التي تعينه على التعامل مع مختلف أنواع الناس بمشاكلهم، فقد يضطر للتعامل مع نماذج كثيرة منهم: سريعي الغضب أو مدمني الكحول والمحبطين .. وغيرهم،
في الجانب الإيجابي وجد التقرير أن الجميع يمكنه اللجوء لهذه المهنة من الناحية الفنية؛ لا يتطلب العمل كسائق شروطاً وكفاءات مهنية معقدة، أو إجادة لغة لكن فقط إجازة سوق عمومية، كذلك بعض التدريب لفترة وجيزة فقط.
المرتبة التاسعة: سائق التاكسي
يبدو أن من قال عبارة "الصحافة مهنة البحث عن المتاعب" قد خبر عمله جيداً، فلا يغرنك البريق المترافق مع مهنة المراسل الصحفي لإحدى الوسائل المرئية أو المقروءة؛ فإذا كنت صاحب موهبة ومؤهلات مناسبة ومستعد للعمل في الإعلام من أجل إعلاء كلمة الحقيقة (لا شيء آخر أي لا مال ولا مناصب).. فعليك في هذه الحالة فقط البحث عن هذه الوظيفة، حيث شكل انتشار الانترنت ومفهوم (صحافة المواطن) الذي يسمح لكل شخص يحمل كاميرا أو هاتفاً خليوياً بأن يصبح مراسلاً بدوره؛ ينشر عبر المنصات الاجتماعية المختلفة مثل: يوتيوب وفيس بوك وغيرها.
إلا أن تراجع عائدات الإعلانات مع ارتفاع حدة المنافسة بين مصادر الأخبار على الإنترنت؛ إلى جانب تخفيض العديد من الوسائل الإعلامية عدد موظفيها توفيراً للمال، كان الدافع وراء زيادة ثقل الضغوط الملقاة على عاتق الصحفيين، دون أن ننسى المواعيد النهائية لتسليم المواد، إضافة إلى الكثير من المقابلات مع غرباء مع احتمال التعرض للخطر في التغطية الميدانية؛ حتى لو لم تكن ساحة حرب أو قتال، إذ يكفي وجود حالة شغب مثلاً أثناء محاولة نقل رسالة لوسيلتك أمام الجمهور؛ خاصة مع وجود منافسة كبيرة بين ممارسي الصحافة؛ الذين يبحثون عن الحقيقة والقصة التي تستحق أن تقال أو تكتب؛ دون الاهتمام بالمكافأة المالية أو الجهد الذي سيبذلونه لتحقيق ذلك. كل ذلك يجعل مهنة المراسل الصحفي واحدة من أكثر المهن إرهاقاً واستنزافاً للأعصاب وأنبلها أيضاً.
المرتبة الثامنة: مذيع الأخبار
مازلنا في عالم الصحافة لكن هذه المرة من بوابة الوسائل المرئية وبالضبط من غرفة الأخبار، حيث يعد مقدم النشرة نفسه ليطلعكم على آخر الأخبار حول العالم على الهواء مباشرة، متأهباً لأي طارئ ممكن الحصول سواء اكتشاف خلل في المعدات في الثواني التي تسبق الظهور على الهواء، أو إمكانية وصول خبر عاجل سيضطر لنقله مباشرة دون أن يظهر أي ردّ فعل تجاهه.
في هذا النوع من الأعمال لا يوجد دقيقة راحة؛ فكل ثانية تمر تعني مزيداً من التفاصيل والأخبار التي تحدث في مكان ما وبانتظار من ينقلها ليفوز في معركة السبق الصحفي بأفضل صورة ممكنة، إذ تتوجه لجمهور ناقد يبحث عن الأخطاء ويدقق في صغائر الأمور، فالآلاف أو الملايين يتابعون هذه الفضائية ليتزودوا بالمعلومات وليقيّموا عملك ربما. حيث أنه لكل المهن مدير واحد؛ إلا المذيع.. فقد يكون كل فرد من الجمهور هو مديره ومحكم لأدائه، هكذا يفكر الشخص الناجح في هذه المهنة مما يزيد ضغوط العمل عليه.
المرتبة السابعة: المدير التنفيذي
من منا لا يريد أن يكون الرئيس في عمله؟! كثيرون بالطبع، لكنك تعلم أن المناصب الكبيرة تأتي مع مسؤوليات وهموم أكبر، فالعمل كمدير تنفيذي أكثر من مجرد إشراف على عمل الآخرين، إذ لا يمكنك هنا تفويض موظفين آخرين بواجباتك، فأنت مسؤول تنفيذي؛ المطلوب منك اتخاذ القرارات التي يمكن أن تنقذ شركة أو تفلسها، ترفع عملك نحو الأعلى أو تنزله إلى الحضيض بسبب إغفال تفصيل صغير.
علاوة على كل ما سبق لا يمكنك الراحة ولو للحظة؛ فكثيرون يتمنون الحصول على منصبك مستعدون لبذل النفيس والغالي للحصول على الكرسي الذي تجلس عليه، الذي لا يمكنك الحفاظ عليه إلا بتقديم أفضل ما لديك في كل مرة، فأنت تظن أنك وصلت للقمة لكن تذكر؛ أن الوصول للقمة أسهل بكثير من الحفاظ عليها أطول فترة ممكنة، مع إثباتك للجميع في كل لحظة أنك تستحق ما وصلت إليه، لكن الناحية الإيجابية لهذا العمل هي مردوده الجيد جداً الذي يوفر لك أسلوب حياة تتمناه.
المرتبة السادسة: موظف العلاقات العامة
أول ما يخطر على البال حول العمل في مجال العلاقات العامة هو أنه وظيفة مكتبية طبيعية، لكن كما يوحي اسمها، فهذه المهنة تنطوي على العمل مع جميع فئات الناس؛ من موظفين بمختلف درجات الهرم الوظيفي إلى عملاء من جميع الطباع الغاضبين منهم والغير راضين إلى الصحفيين المتطفلين. إضافة لعدد ساعات العمل التي يمكن أن تطول وتطول حسب متطلبات المشكلة أو القضية التي تتعامل معها في منصبك كمدير للعلاقات العامة، فغالباً ستكتشف أن كل شيء مرتبط بعملك ولك دور فيه.
كما أن عليك تحضير نفسك لكثير من رحلات السفر المخطط منها والمفاجئ في بعض الحالات، وإلقاء الخطب، كذلك التأكد بنفسك أن كل شيء يجري كما خطط له. لكن من ناحية الأجر فهو غالباً لائق؛ إذ أنها مهنة المستقبل كما يصفها البعض فالاهتمام بإحداث قسم مستقل للعلاقات العامة بدأ بالتزايد، كما أن العديد من الشركات الكبيرة تمكنت من التغلب على مشاكلها غير المتوقعة بفضل قدرة موظفي العلاقات لديها على التعامل مع الأزمات بإيجاد الحلول المناسبة.
المرتبة الخامسة: منسق المناسبات والحفلات والمؤتمرات
هل تفكرين كم هو ممتع التخطيط لحفل زفاف شقيقتك؟ أو تعتقد أنه أمر رائع أن تحضّر للمؤتمر الصحفي لمؤسستك؟ يمكنك إعادة التفكير بقرارك إذا كنت تحب راحة البال، فترتيب الاجتماعات والمؤتمرات والأحداث والحفلات من أي نوع يتطلب مهارات تنظيمية عالية، كذلك دقة متناهية في المواعيد، بالإضافة إلى العناية بأدق التفاصيل، إلى جانب مراعاة الجميع من أم العروس لرجال الأمن والعمال أو المدير أو مسؤول ما، فنوع الأشخاص الذين ستضطر للتعامل معهم لا يعد ولا يحصى، كما يتوقع منك تنفيذ كل ذلك دون تذمر أو انتظار كلمة شكراً في أغلب الأوقات، حيث يُظهرك الجميع بأنك فقط نفذت ما طلبوه منك.
هذا النوع من الأعمال يتطلب غالباً الكثير من السفر، في المقابل ستتطلع على الكثير من الخبرات، كما تتميز هذه المهنة بمردود جيد، إضافة إلى الكثير من العلاقات التي من شأنها مساعدتك في أي شيء تريده مستقبلاً.
المرتبة الرابعة: العمل الشرطي
كل وظيفة تتعلق بالسلامة العامة للإنسان يمكن أن تكون مرهقة، لكن لا شيء يمكن أن يكون أخطر وأكثر إجهاداً من كونك رجل شرطة. فأنت كضابط شرطة معناه أنك مسؤول عن خدمة الشعب ومراقبته وتقييمه؛ يُنتظر منك الأفضل دائماً. فعليك أن تكون مؤهلاً جسدياً وصاحب لباقة، إضافة إلى تمتعك بنعمة اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، والقدرة على تقييم الناس، وضبط مظاهر العنف والإخلال بالقانون دون التسرع باستخدام السلاح؛ كل ذلك وأكثر يجعلك متحفزاً طوال الوقت ومتوتراً أيضاً.
مع ذلك يواصل أفراد الشرطة القيام بواجبهم على أفضل وجه، من خلال مواجهة كل الأمور المجهدة: كحالات الخطر المهددة لحياة الآخرين. كما أنك مُطالب بالتفاعل العادل والحكيم مع الجميع. إلا أن ضباط الشرطة غالباً ما يحصلون على أجور جيدة، فيتمتعون بمزايا خاصة تتناسب مع من يقع على عاتقهم مسؤولية حماية المجتمع ليلاً نهاراً.
المرتبة الثالثة: الطيار
في بداية المقال أشرنا أن الاضطرار للسفر هو واحد من العوامل التي تجعل مهنة مرهقة أكثر من غيرها؛ فما بالك في مهنة تقوم على العيش في الجو، مثل كابتن الطائرة المسؤول عن حياة المئات لإيصالهم آمنين في الوقت المناسب، فلا عجب كون مهنة الطيار واحدة من أكثر الوظائف المجهدة.
بالإضافة إلى أنه مضطر للتعامل مع التأخير في انطلاق الرحلات بسبب تأخر الحصول على الأذن أو غيره من الأسباب، كذلك الاستعداد للتعامل مع مختلف حالات الطقس وتقلبات الجو، والركاب الساخطين، دون أن نغفل خطر الأعمال الإرهابية المتزايدة في الآونة الأخيرة من إسقاط لطائرات مدنية على يد مجموعات إرهابية أو حتى خطف الطائرة نحو وجهة مجهولة.. رغم نمو فرص العمل في شركات الطيران، إلا أن التنافس يجعل التدرج الوظيفي في مهنة كابتن الطائرة صعباً جداً.
المرتبة الثانية: رجل الإطفاء
تشبه هذه المهنة إلى حد كبير عمل ضباط الشرطة، فرجل الإطفاء يواجه حالات تهدد حياته بشكل روتيني كجزء أساسي من وظيفته؛ إذ توفي ثمانون رجل إطفاء أثناء أداء واجباتهم خلال العام الماضي فقط، وفقاً لإدارة الحرائق في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن واجبات رجال الإطفاء تنطوي في كثير من الأحيان على التفاعل مع الجمهور، فيمكن أن تكون المهمات صعبة التنفيذ من الناحية الجسدية. إضافة إلى وجود العديد من رجال الإطفاء الذين يعملون كمتطوعين، أي مجموعة من الشباب المستعدين لإنقاذك مهما كانت المخاطر كبقية زملائهم في محطة الإطفاء، إلا أنه في حال حدوث أي مكروه لهم فإنهم وعائلاتهم لا يحصلون على أي تعويضات. لكن بفضل هؤلاء تحصل هذه المهنة على كثير من الاحترام المجتمعي مقارنة برجال الشرطة. حيث غالباً ما يرتبط عمل رجال الشرطة بفك النزاعات وفرض القوانين باستخدام أسلحة أو عصي، بينما تتدخل فرق الإطفائية في حالات الإنقاذ وسلاحهم الوحيد الماء والبدلة الحمراء.
المرتبة الأولى لحماة البلاد (الجنود في الجيش)
تصدر العاملين في القطاع العسكري القائمة في التقرير الصادر عن الموقع الأمريكي (Career Cast)، كأصحاب أكثر الأعمال إرهاقاً ومسبباً للإجهاد والتوتر حيث يضع الجندي روحه على كفه لحماية شعبه وبلاده، مقارنة بالمردود المادي الضعيف الذي يحصل عليه الجنود في معظم دول الوطن العربي مثلاً، سواء كنت تابعاً لقسم العمليات الخاصة والمشاة أو إلى رجال المدفعية والمركبات.
حيث يواجه العديد من العاملين في المجال العسكري مشاكل نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة، كما يجدون صعوبة في التعبير عنها كون الإفصاح عن الخوف أو التوتر لا يتناسب وطبيعة عملهم القاسي، دون التطرق لاحتمال الإصابة والتسريح من عمله في الجيش بسببها دون أي مجال للمناقشة، فيجد الجندي نفسه مضطراً للتعامل مع إعاقة جسدية ودون عمل؛ كما يزيد من تعقيد حياته كون الفرد العسكري يجد مزيداً من الصعوبة في الحصول على مهنة مدنية تتناسب مع مهاراته العسكرية بمجرد الانتهاء من خدمته في الجيش.
No comments:
Post a Comment