في أيام الدراسة وتحديداً فترة الامتحانات؛ كان لدينا دائماً ذاك الطالب النبيه القادر على منافسة أعتى قارئي الفنجان وأدهى متنبئي المستقبل في اختراق عقل الأستاذ وتوقع أسئلة الاختبار وتقديمها لنا... ببساطة، فمن الطريف أن تحصل على نسخة من أسئلة الامتحان وتقوم بحفظ إجاباتها ليسهل عليك تذكرها. لذلك سأقوم هنا بدور ذاك الطالب النبيه وأقدم لك اغلب الأسئلة المتوقعة أثناء مقابلة العمل ليس هذا فحسب ولكن إجاباتها الأفضل أيضاً ....
تتمحور غالبية الأسئلة في مقابلات العمل (المقابلات الشخصية/مقابلة التوظيف) حول توصيف الوظيفة التي تتقدم لشغلها والمهام المتعلقة بها، وأسئلة تتعلق بالمعلومات الواردة في السيرة الذاتية (cv) وغيرها. ومن المهم التعرف على الأسئلة التي قد يطرحها أرباب العمل أو موظفي الموارد البشرية عليك أثناء مقابلتك لنيل وظيفة جديدة؛ بحيث تتمكن من تحضير إجابات تثير اهتمام أصحاب العمل حول مهاراتك وخبراتك السابقة والإنجازات التي حققتها خلال مسيرتك المهنية، كما أنك ستدير الحوار بودّية وتكون مرتاحاً أثناء مقابلة العمل.
وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات إلا أن هناك مجموعة من أسئلة المقابلة من المؤكد أنها ستُطرح عليك في أي مقابلة عمل. بحيث يضمن التحضير الجيد للإجابات الممكنة رضاً لكلا الطرفين... المرشح وصاحب العمل.
حيث تظهر استطلاعات للرأي بأن نسبة 33% من أرباب العمل يقررون إذا ما كان المرشح مقبولاً لشغل الوظيفة أم لا في أول دقيقة ونصف من المقابلة بناءاً على الانطباع الأول الذي يتكون لديهم حول المرشح. فاحرص على التحضير الجيد للمقابلة من خلال محاولة معرفة كل شيء حول المنصب الوظيفي والشركة ومنتجاتها، وكيف ستصف تاريخك الوظيفي والإنجازات التي حققتها ولاسيما تلك المرتبطة بمهام المنصب الوظيفي الذي تتقدم لشغله.
الأسئلة الصعبة في مقابلة التوظيف (الأسئلة المفتوحة أو الغير مباشرة)
من الممكن أن تقودك أصعب أسئلة مقابلة العمللأفضل وظيفة في مسيرتك المهنية فلا تقلق حولها. حيث يقول الخبير الاقتصادي أندرو تشامبرلين (Andrew Chamberlain) في موقع (Glassdoor) للتوظيف: "أظهر أحدث بحوثنا بأن أفضل طريقة للحصول على الوظيفة المناسبة هي أن تتمحور مقابلة العمل حول أهم المهارات لدى المرشح ودفعه لإثبات مدى جدارته بالمنصب الوظيفي".
وقد لا تكون أصعب أسئلة المقابلة حول تاريخك الوظيفي أو مهاراتك، وخاصة إذا كنت من المتخرجين حديثاً، لكن أصعبها هي الأسئلة حول شخصيتك، وليس المقصود هنا الحديث حول شخصيتك! فالحديث أثناء المقابلة سيدور حول مؤهلاتك في العمل. دعنا الآن نبدأ بأكثر الأسئلة المحتملة صعوبة والتي قد تطرح عليك في أي مقابلة عمل ستخضع لها والإجابات الممكنة أيضاً:
أولاً: ماذا تخبرني عن نفسك؟
يبدو السؤال بسيطاً للوهلة الأولى، فتتوقع أنه من الجيد الإجابة عليه بأي كلام، لكن حاذر هذا النمط من الأسئلة المفتوحة لأنك تحت الاختبار منذ لحظة دخولك، ومن خلال الإجابة على هذا السؤال أنت تقوم ببناء أول لبنة في دعم ترشيحك لنيل الوظيفة، وعندما يسألك صاحب العمل هذا السؤال فإنه لا يريد أن يعرف مدى مقدرتك على شغل الوظيفة أكثر من معرفة مدى رغبتك بها، وهو ما سيتضح له من خلال إجابتك. فكيف ستكون؟
عليك أن تركز الحديث حول اهتماماتك ومهاراتك المتعلقة بالوظيفة التي تتقدم لشغلها، ومن المهم أن تذكر أمثلة عن هوايات ونشاطات تتعلق بقدرتك على إدارة فريق، مثلاً.. أنك قمت في وظيفة سابقة بإدارة حلقة نقاش مع زملائك في نهاية كل شهر تتناول مشكلات العمل بشكل عام وكيفية حلّها.
عليك أن تختار الكلمات الواضحة وتتحدث بهدوء وتبتعد عن التعالي، لأن الحديث عن (الأنا) يعني اعتدادنا وفخرنا بالشخصية التي نمتلكها لكنه قد يقودنا إلى منطقة الغرور من خلال بعض الألفاظ. فحاول أن تكون ودوداً واستخدم الكلمات التي تعبّر عن شخصيتك الحقيقية. واحرص على أن تكون إجابتك على هذا السؤال قصيرة ولا تتجاوز الدقيقتين. ولكي تحقق ذلك تدرب قبل المقابلة على الإجابة بضبط مؤقت الساعة لتضمن ألا تقول معلومات غير ضرورية أيضاً.
ثانياً: ما هي نقاط القوة لديك؟
لاحظ أننا ننتقل من الصعب إلى الأصعب في أسئلة المقابلة!... ففي هذا السؤال ضع في الحسبان أن تكون الإجابة حول كيفية تعاملك مع مشكلات ومصاعب بيئة العمل، ومقدرتك على أداء مهامك الوظيفية تحت الضغط مهما بلغت درجته. واذكر أمثلة لكي تكون إجابتك محددة، لأن ذلك سيعزز ترشيحك للوظيفة الجديدة فالمدير يطرح هذا السؤال عليك، ليعلم مدى قدرتك على تجاوز ضغط العمل. ثم ركز على توضيح إمكانيتك في السيطرة على الغضب وتهدئة نفسك وحل المشكلة بسهولة. وإليك بعض الإجابات المقترحة:
- الضغط أمر جيد، فهو يشجعني على أداء العمل بطريقة أفضل. الطريقة المثلى للتعامل مع الضغط هي إحداث توازن بين الضغط الجيد المحفز، والضغط السيء السلبي، فأنا بحاجة لبعض الضغط الجيد كي أبقى نشيط ومنتج.
- بإمكاني مواجهة الضغط، فهو يزيد من مستوى التحدي، وأنا أحب العمل في بيئة يملؤها التحدي والمنافسة.
- لدي القدرة على تحديد أولويات مسؤولياتي، بهذا يصبح لديّ فكرة واضحة عما يجب القيام به، ويساعدني ذلك على إدارة الضغط والتغلب عليه.
- إذا كان فريق العمل يساهم في مستوى الضغط، قد أقوم بمناقشتهم لخلق بيئة عمل أقل توتراً.
- أنا من الأشخاص الذين يقدمون أفضل ما لديهم تحت الضغط.
- أنا شخص هادئ لا أتأثر بالضغوطات، وبإمكاني السيطرة على التوتر بسهولة.
ثالثاً: ما هي نقاط الضعف لديك؟
إياك أن تنكر وجود نقاط الضعف لديك؛ فمن غير المنطقي أن تخفي شعورك بالإحباط أمام بعض المصاعب في العمل. ومحور الإجابة على هذا السؤال يجب أن يكون حول مهاراتك وقدراتك في العمل وبالتركيز على ثلاث نقاط رئيسية:
- ذكر نقاط ضعفك في المهارات التي لا تأثير لها على الوظيفة التي تتقدم لها. مثلاً للإجابة على هذا السؤال في مقابلة للحصول على وظيفة التمريض، بإمكانك القول إنك لست بارعاً جداً في إجراء العروض التقديمية أمام مجموعة من الأشخاص (Presentation Skills). ففي هذه الحالة لن يؤثر ضعفك في هذه المهارة على أدائك كممرض، لأن التمريض يعتمد على مهارات التواصل المباشر مع المرضى وليس على مهارات إجراء عرض تقديمي أمام جماعة.
- ذكر المهارات التي كنت ضعيفا فيها، ولكنك طوّرتها خلال وظيفتك السابقة. أنت بهذا تخبر المدير أنه بإمكانك التحسن والتطور. وضح المستوى الأوّلي الذي كنت تملكه بخصوص هذه المهارة، ثم بيّن الطرق التي استخدمتها لتطوير نفسك إلى مستوى أعلى. وفي الإجابة على هذا السؤال لا تذكر أمثلة عن مهارة تتعلق بالوظيفية التي تتقدم للحصول عليها، تفادياً لتكوّن شكوك عند صاحب العمل حول صلاحيتك لها.
- حوّل السلبيات إلى إيجابيات... إن هذا خيار ذكي للإجابة عن سؤال نقاط الضعف. مثلاً شعورك بحاجة ملّحة في الحصول على المشاريع منجزة بأسرع وقت، أو الرغبة المستمرة في فحص كل بند في جدول البيانات والتأكد منه، بإمكانك تحويل هذه الصفة التي قد تحتوي على جانب سلبي إلى صفة إيجابية ومصدر للقوة. فبامتلاكك لها أنت الموظف الذي سيحرص دائما على إنجاز العمل في وقته وعلى أكمل وجه، وهذا ما يريده المدير تماماً.
قد يسأل صاحب العمل عن نقاط ضعفك بصيغة أخرى مثل: كيف تتقبل النقد؟ وتكون إجابتك أنك تأخذ النقد على أخطائك بروح رياضية لأن ذلك يساهم في تطورك، وتفاديك للأخطاء في المستقبل.
رابعاً: ما هي أهدافك المستقبلية وما هي طموحاتك؟
قد يسألك مدير المقابلة بإحدى هذه الصيغ عن وظيفة الأحلام بالنسبة لك، وفي الحقيقة هو يختبر التقارب بين طموحاتك والوظيفة خاصته، كي يحدد مستوى رغبتك الحقيقية بها. فعلى إجابتك أن تكون ذكية، من خلال جعل الوظيفة التي تحلم بها مشابهة بشكل ما للوظيفة التي تُجري المقابلة بخصوصها. لأن ذلك سيزيد من اقتناع المدير برغبتك بها واستحقاقك لها. لكن لا تحصر إجابتك بوظيفة محددة، بل اجعلها تشمل مهارة أو متطلب له علاقة بالعمل الذي تقابل من أجله وأنها ستقربك خطوة نحو ما تطمح إليه على الصعيد الوظيفي.
No comments:
Post a Comment